أصبحت حالات الطلاق كثيرة التي تحدث نتيجة مجموعة من المشاكل بين الزوجين بسبب عدم التفاهم الكافي وعدم الوعي الكافي وعدم الاستيعاب المطلوب بين الشريكين ما يؤدي للطلاق وما ينعكس سلبًا على الحياة العائلية ومايسببه من آثار كارثية على الأولاد ومستقبلهم وهذا بدوره يؤثر سلبًا على المجتمع وكما هو معروف أن أبغض الحلال عند الله الطلاق.

فإليكم في مقالنا هذا أبرز الحالات التي لا يقع فيها الطلاق و الحالات التي تؤدي إلى ذلك لذلك تابعوا معنا القراءة.

حالات لا يقع الطلاق بها

حالات الغضب تودي بكثير من الرجال التلفظ بكلمة الطلاق في كثير من المواقف المختلفة والمتعددة وانفجار الرجل بهذه الحالات وتلفظه بكلمة الطلاق من غير قرار أو وعي مسبق بذلك، سنبين لكم هنا الحالات التي لا يقع فيها الطلاق كما يلي:

  1. طلاق السكران:

لا يقع طلاق السكران ولا يؤخذ به سواء بطريقة مباحة أو بطريقة محظورة ولكن بشرط أن يكون الرجل السكران بحالة فقدان الشعور، فالشخص السكران يكون في حالة غياب عن الوعي وغير مسئول ولا مدرك لتصرفاته .

وهناك فرق كبير بين الطلاق في حالة السكر إذا كان قد تعدى خلال سكره أم لا، فإذا كان غير متعدي وكان لديه عذر كأنه شرب المواد الكحولية المسكرة بالخطأ وأدى به هذا التصرف لذهاب عقله فبهذه الحالة لا يقع الطلاق ولا يؤخذ به، أما إذا تعدى الشخص بشرب الكحوليات المسكرة وكان من المدمنين  على شرب الكحول ومعروف عنه أنه إنسان شديد الوله بالمسكرات فبهذه الحالة وحسب اتفاق المذاهب الأربعة فإن طلاقه يقع لأنه عندما تناول المسكرات وكان بكامل إرادته فهو الذي أذهب عقله بفعله وإرادته ويقع الطلاق في هذه الحالة من باب العقاب للزوج ولجعله يشعر بقبيح فعلته لأنه هو الذي اتبع المسكرات وجعلها تدخل بيته وحياته فكانت نتائج هذه المسكرات الطلاق.

 وفي حال قال الزوج أنه كان سكران والزوجة كانت صاحية فهنا يجب على الزوجة  إظهار البينة على كلامها وفي حال عجزت عن إيجاد الدليل يكون قول الزوج صحيحًا ولكن بوجود شرط وهو حلفان اليمين.

  1. طلاق المكره:

إن الشخص الذي يكون مجبور ومكره على طلاق زوجته لا يؤخذ بطلاقه، لأنه لم يتلفظ بالطلاق إلا نتيحة تعرضه للغصب والإكراه وفي هذه الحالة يفضل الرجل الطلاق على إلحاق ضرر قد يكون خطير ويؤذي الزوجة بذلك.

 وهنا اتفق العلماء من الفقهاء على منع وقوع الطلاق والسبب في ذلك أن الشخص كان قصده من الطلاق هو منع الأذى عن زوجته وعن نفسه، بينما قال الحنفيون أن الطلاق رغم إكراه الزوج به يقع وذلك لأن الزوج قاصد لما صدر عنه.

  1. طلاق الغضبان:

عندما يكون الزوج في حالة شديدة من الغضب وهو غير مدرك  وغير واعي لما يخرج منه من أقوال وألفاظ ونراه في عداد الأشخاص الفاقدة للوعي وتعد تصرفاته كتصرفات إنسان مجنون فهنا يعتبر طلاق الزوج الغضبان لغو كلام و باطل ولا يوجد أي قيمة له .

  1. طلاق المجنون والمعتوه:

تعتبر تصرفات الشخص المعتوه بحكم الطفل الصغير فلا يؤخذ بتصرفاته أما عند تقديم الزوجة طلب الطلاق فهنا يتوجب عليها تقديم دعوى أمام القضاء والمحكمة المختصين بذلك.

وهنا اتفق أجمعية الفقهاء على أن طلاق المجنون لا يصح كالنائم .

  1. طلاق المدهوش:

يصاب الإنسان بحالة من الذهول لدرجة تفقده عقله وتجعله يتلفظ بأقوال يتعجب بعد صحوه بأن هذه الأقوال قد صدرت عنه وسواء أكانت ناتجة عن الحزن أو الفرح، وذلك لأن الإنسان ربما يصاب بواقعة تذهب بعقله وتجعله يتلفظ بالطلاق وهو غير مدرك لما هو فاعل.

 وهنا اتفق العلماء والفقهاء على أن الزوج المدهوش يأخذ حكم الزوج المجنون أي أنه في الحالتين يكون عدم الوعي والإدراك لما هو يفعلانه هو المسيطر عليهم ولذلك اتفق الفقهاء على أن طلاق الزوج المدهوش لا يقع.

وفي الختام وبعد التعرف على الحالات السابقة التي تؤول إلى حالة من الندم يبقى الحلم والتريث عند الغضب هو سيد الأحكام ونسأل الله دوام أفراحكم وعائلاتكم.